مقدمة

عندما يدخل المتداول إلى الأسواق، يواجه قراراً أساسياً: هل يتبع أسلوبًا يعتمد على تحركات سريعة داخل اليوم أم يختار صفقات تمتد لأيام أو أسابيع؟
القرار هنا ليس أفضل أو أسوأ مطلقًا، بل يتعلق بما يتوافق مع شخصيتك، وقتك، رأس مالك، وهدفك. في هذا المقال نشرح بالتفصيل ما هو السكالبينغ والتداول المتأرجح (سوينغ)، متى تستخدم كل منهما، الأدوات المناسبة، إدارة المخاطر، أمثلة حسابية، وكيف تدمجهما بصورة عملية في خطة تداول متكاملة.

تعريفان مبسطان

السكالبينغ (Scalping)

السكالبينغ أسلوب تداول قصير جداً؛ يدخل المتداول صفقات ويغلقها خلال دقائق أو حتى ثوانٍ، مستهدفًا أرباحًا صغيرة متعددة (نقاط/سِنتات). يعتمد على سيولة عالية وتنفيذ سريع، ومؤشرات فنية سريعة.

التداول المتأرجح (Swing Trading)

التداول المتأرجح يعتمد على الاحتفاظ بالصفقات لعدة أيام إلى أسابيع للاستفادة من حركات سعرية متوسطة المدى. يستخدم التحليل الفني لتحليل الاتجاهات والنماذج، ويحتاج لصبر ومتابعة أقل تكرارًا من السكالبينغ.

الفروق الأساسية بين السكالبينغ والسوينغ (في طاولة سريعة)

مزايا وعيوب كل استراتيجية

مزايا السكالبينغ

• إمكانية تحقيق أرباح سريعة ومتكررة.
• إمكانية التعويض السريع عن خسائر صغيرة.
• لا يتأثر كثيرًا بالأخبار الكبيرة إذا تُدار الصفقات بسرعة.

عيوب السكالبينغ

• إجهاد نفسي وبدني كبير.
• تكاليف معاملات وسبريد قد تؤثر على الربحية.
• يحتاج تنفيذًا فائق السرعة وعمولة منخفضة.

مزايا السوينغ

• وقت أقل للمراقبة اليومي، مناسب للمتداولين الذين لديهم عمل.
• إمكانية استخدام تحليلات فنية أقوى وتوقعات أدق للتحركات المتوسطة.
• تكاليف تنفيذ أقل تأثيرًا نسبةً للحجم الزمني للصفقة.

عيوب السوينغ

• يتعرض لصدمات الأخبار أثناء احتفاظك بالصفقة لعدة أيام.
• يتطلب إدارة مخاطرة واضحة (وقف وخسارة أوسع).
• قد يحتاج هامش أكبر لبعض الأدوات.

متى تختار أي منهما؟ قواعد عملية لاختيار الأسلوب

1. الوقت المتاح:
   • إن كنت تتابع السوق لساعات يوميًا، السكالبينغ ممكن.
   • إن كنت مشغولًا بالعمل أو لا تريد متابعة الشاشة، السوينغ أنسب.
2. تحمُّل المخاطر:
   • تحمّل عالي للتقلب والضغط النفسي → السكالبينغ.
   • تحمّل متوسط ورغبة في صفقات مدروسة → سوينغ.
3. رأس المال وتكاليف التداول:
   • إذا كانت عمولاتك/السبريد مرتفعة بالنسبة لحجم الصفقة، السوينغ عادة أفضل.
   • السكالبينغ يتطلب سبريد منخفض وتنفيذ سريع.
4. شخصيتك:
   • إن كنت سريع القرار وتحفَّز بالإثارة، السكالبينغ.
   • إن كنت صبورًا وممنهجًا، السوينغ.

الأدوات والتقنيات لكل أسلوب

أدوات السكالبينغ

• رسوم بيانية بإطارات 1 و5 دقائق.
• مؤشرات سريعة: متوسطات متحركة قصيرة، مؤشر القوة النسبية (RSI) بإعدادات سريعة، مؤشر الحجم.
• دفتر أوتوماتيكي لتنفيذ أوامر الدخول والخروج فورًا.
• وسيط يوفر تنفيذًا سريعًا وسبريد منخفض.

أدوات السوينغ

• إطارات 4 ساعات ويومي وأسبوعي.
• مؤشرات: المتوسطات المتحركة 50/200، MACD، خطوط فيبوناتشي، مستويات دعم ومقاومة.
• استراتيجية إدارة مركز: وضع أوامر وقف خسارة أوسع، وتحريك وقف الخسارة عند الاتجاه الإيجابي.

إدارة المخاطر: قواعد عامة عملية (تنفيذ رقمي واضح)

1. نسبة المخاطرة لكل صفقة: ننصح بنسبة 1%–2% من رأس المال لكل صفقة.
   • مثال حسابي رقمي دقيق: رأس المال = 10,000 دولار. 1% = 0.01 × 10,000 = 100 دولار. إذا مخاطرتك 1%، فخسارتك القصوى في صفقة واحدة = 100 دولار.
2. حجم الصفقة:
   • احسب عدد الوحدات بحيث يساوي (المبلغ المخاطر ÷ المسافة إلى وقف الخسارة).
   • مثال عملي: تملك 10,000 دولار، مخاطرة = 100 دولار، وقف خسارة = 20 نقطة. حجم النقطة = 5 دولار لكل نقطة. إذا كانت الخسارة لكل نقطة = 5$، فالمسافة 20 نقطة ستكلف 20 × 5 = 100$. إذًا حجم المركز مضبوط.
3. نسبة عائد إلى مخاطرة (R:R): استهدف على الأقل 1:2 أو 1:3. أي لو مخاطرتك 100$، الهدف يكون 200$ أو 300$.

ملحوظة: عند عمل أي حساب رقمي فكر بكل رقم خطوة بخطوة كما فعلنا أعلاه.

أمثلة عملية (سيناريوهات)

سيناريو سكالبينغ

• رأس المال: 2,000$
• مخاطرة لكل صفقة: 1% = 20$
• هدف الربح لكل صفقة: 5–10 نقاط (يعتمد على زوج/أصل)
• عدد الصفقات اليومية: 5–15 صغيرة
  هذا يتيح لك الحفاظ على رأس المال مع فرص تحقيق ربح إجمالي يومي إذا كانت نسبة الفوز أعلى من الخسارة ومتوسط R:R إيجابي.

سيناريو سوينغ

• رأس المال: 10,000$
• مخاطرة لكل صفقة: 1.5% = 150$
• وقف خسارة: 50–150 نقطة (حسب الأداة)
• أهداف: 1:2–1:3 نسبة عائد/مخاطرة
  الصفقات المحتفظ بها لأيام أو أسابيع مع متابعة إخبارية.

النفسية والانضباط

• السكالبينغ: يحتاج سرعة قرار وثقة فورية، ويُعرض المتداول لضغط على المدى القصير.
• السوينغ: يتطلب صبرًا وقدرة على تحمل تقلبات يومية دون تغيير الخطة.

قواعد عملية للاحتفاظ بالانضباط:

• التزم بخطة مكتوبة.
• سجل كل صفقة: سبب الدخول، نقطة الخروج، نتيجة الصفقة، والدروس المستفادة.
• راجع الأداء دوريًا (أسبوعي للشخص المتأرجح، يومي للسكالبينغ).

دمج الاستراتيجيتين: هل ممكن؟

نعم. كثير من المتداولين يخصصون جزءًا من المحفظة للسكالبينغ (نسبة صغيرة) وجزءًا للسوينغ (الجزء الأكبر). الشرط: فصل الحسابات أو على الأقل فصل قواعد إدارة المخاطر لكل نمط حتى لا تتداخل القرارات.

لماذا تختار “وجهة” لدعم تطبيق استراتيجياتك؟

في “وجهة” نوفّر منصة MT5 وبيئة تدعم كلا الأسلوبين عمليًا:

• تنفيذ سريع وسبريد منخفض مناسب للسكالبينغ.
• أدوات تحليلية ومؤشرات وفريمات زمنية متقدمة مناسبة للسوينغ.
• صفر عمولة تبييت وسحب سريع بدون رسوم لتقليل التكاليف.
• دعم فني وتقني 24/7 ومحتوى تعليمي (تحليلات يومية، دورات) يساعدك على تطبيق الاستراتيجيات بوعي.
• شفافية كاملة في التنفيذ وعدم وجود تكاليف خفية.

خاتمة: اختيار الأسلوب الأنسب لك

السكالبينغ يمنحك فرصًا سريعة لكنه يحتاج وقتًا وتركيزًا عاليين، بينما السوينغ يمنحك راحة زمنية أكبر وفرص إجراء تحليلات أكثر عمقًا. لا توجد استراتيجية سحرية؛ المفتاح هو فهم نفسك، إدارة المخاطر بدقة، والالتزام بخطة مدروسة وتجريبها أولًا على حساب تجريبي.

ابدأ بتحديد: ما وقتك؟ ما رأس مالك؟ ما مستوى تحملك للمخاطر؟ ثم اختر — أو ادمج — بناءً على إجاباتك. ومع “وجهة للوساطة المالية” ستحصل على بيئة تساعدك على تنفيذ وتطوير استراتيجيتك بثقة ووضوح.